ذكرى ضحايا الحرب الكيميائية.. يوم دولي للتذكير بتاريخ دموي من استخدام الأسلحة السامة

يحتفل به في 30 نوفمبر من كل عام

ذكرى ضحايا الحرب الكيميائية.. يوم دولي للتذكير بتاريخ دموي من استخدام الأسلحة السامة

بتاريخ دموي أسود، أنهت الأسلحة الكيميائية حياة آلاف المدنيين والعسكريين في جميع أنحاء العالم، لتكتب تاريخًا مظلمًا على جدران ضمير الإنسانية.

ويحيي العالم، اليوم الدولي لإحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية، للتأكيد على التزام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالقضاء على تهديد هذا النوع من الأسلحة، والعمل على توفير عالم خالٍ من الأسلحة الكيميائية، وتعزيز أهداف السلم والأمن.

واستخدم البشر الأسلحة الكيميائية منذ قرون كثيرة متمثلة في السهام المسمومة ودخان الزرنيخ وغيرهما من الطرق القاتلة، ويعود أول اتفاق دولي يحد من استخدام الأسلحة الكيميائية إلى عام 1675 عندما توصلت فرنسا وألمانيا إلى اتفاقية تم توقيعها في استراسبورج تحظر استخدام الرصاص السام.

وفي عام 1874 أبرمت اتفاقية بروكسيل التي تحظر استخدام السم أو الأسلحة السامة واستخدام الأسلحة أو المقذوفات التي تتسبب في آلام لا مبرر لها، ولكن هذه الاتفاقية لم تدخل حيز التنفيذ مطلقًا.

وفي مؤتمر لاهاي للسلام عام 1899 أعلنت الدول المشتركة موافقتها على الامتناع عن استخدام المقذوفات التي هدفها نشر الغازات الخانقة أو الضارة، ثم جددت اتفاقية لاهاي في عام 1907 حظر استخدام السم في الأسلحة.

ورغم ذلك استُخدمت الأسلحة السامة بشكل غير مسبوق في الحرب العالمية الأولى (1914- 1918)، لكن كان أول هجوم واسع النطاق للأسلحة الكيميائية في إيبير في بلجيكا في 22 أبريل عام 1915.

وبنهاية الحرب العالمية الأولى تم إطلاق 124.200 طن من الكلور والخردل وعوامل كيميائية أخرى، ما أدى إلى وفاة 90 ألف شخص بطريقة مؤلمة، كما غادر ما يقرب من مليون جندي ساحة الحرب فاقدي البصر ومصابين بإصابات موهنة.

وأدى ذلك إلى عمل مفاوضات لمنع تكرار هذا بعد الحرب العالمية الأولى، وكان أبرزها بروتوكول عام 1925 الذي منع استخدام الغازات الخانقة أو استخدام أدوات الحرب البكتريولوجية.

وخلال النصف الأول من القرن العشرين أنفقت العديد من الدول الكثير لتحديث أسلحة كيميائية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، واكتُشفت غازات تؤثر في الأعصاب، لكن ورغم ذلك أظهرت المؤشرات عدم استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الثانية.

وتحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بكميات هائلة من الأسلحة الكيميائية، إذ استخدمت الولايات المتحدة الأسلحة الكيميائية على فيتنام وكمبوديا ولاوس من عام 1961 إلى عام 1971.

وبدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الاحتفال بيوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية هو مناسبة رسمية لتكريم الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا بتلك الأسلحة الرهيبة.

وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "يصادف هذا العام مرور 10 سنوات على الهجوم القاتل بالأسلحة الكيميائية الذي وقع في منطقة الغوطة بدمشق وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين، من بينهم عدد كبير من الأطفال".

وتابع: "اليوم، نتذكر هذا الحادث المروع وغيره في الجمهورية العربية السورية والمملكة المتحدة وماليزيا، على أن يوم الذكرى هذا يجب أن يكون أيضا يوم تصميم على القضاء على استخدام هذه الأسلحة البغيضة نهائيا".

ومضى قائلا: "إن إنهاء هذه الآفة يعني تلبية الدعوة إلى منع استخدام أي أسلحة كيميائية التي ترد في اتفاقية الأسلحة الكيميائية، ووضع حد لإفلات أولئك الذين يستخدمونها من العقاب، خاصة ضد المدنيين".

واختتم الأمين العام كلمته بعبارة: "باسم جميع من قاسوا ويلات الأسلحة الكيميائية وإحياءً لذكراهم، لنجعل استخدام الأسلحة الكيميائية جزءا من الماضي لا يعود إلى الوجود أبدا".

ويعيش 98 بالمئة من سكان الأرض تحت حماية هذه الاتفاقية لحظر الأسلحة الكيميائية والتي اتفق عليها 193 دولة حول العالم هم أعضاء المنظمة، وبموجب الاتفاقية تم التحقق من تدمير 98 بالمئة من مخزون الأسلحة الكيميائية التي أعلنت عنها الدول الحائزة.

وفي عام 1993، دخلت اتفاقية الأسلحة الكيميائية حيز التنفيذ في 29 أبريل 1997، وأعلنت ديباجة الاتفاقية تصميم الدول الأطراف، "من أجل البشرية جمعاء، على أن تستبعد كليا إمكانية استعمال الأسلحة الكيميائية".

وفي عام 2013، مُنحت جائزة نوبل للسلام للاتفاقية لما تبذله من جهود مكثفة للقضاء على الأسلحة الكيميائية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية